مطلع العام الجديد… الدقائق تجري سريعة بعد أن كانت الأشهر تمشي الهوينى… حوالي المليون شخص يتسكعون بين طرقات مدينة نيويورك ويزحمونها… وكلهم متواجدون ليشهدوا الحدث… ولينظروا بأم عينيهم احتفال مدينة نيويورك ببداية العام الجديد. يرجع احتفال مدينة نيويورك بميلاد السنة الجديدة إلى عام 1907، وذلك بتصنيع كرة كبيرة تزن أكثر من 700 رطل وتنيرها حوالي 100 (لمبة)، وترفع الكرة إلى ناطحة سحاب في ميدان التايمس ويطلق لها العنان قبل دقيقة من ميلاد السنة الجديدة وترتطم بالأرض متفجرة ومعلنة مقدم السنة التالية… يتبادل وقتها الأصدقاء والأهل التهاني والأمنيات بسنة جديدة… عطرة ومديدة. احتفلت مدينة نيويورك في الحادي والثلاثين من ديسمبر بمطلع سنة 2008، الذي تزامن بمرور 100 عام بالتمام والكمال على احتفال إلقاء الكرة. وقامت مدينة نيويورك بإدخال بعض من التعديلات الفنية على الكرة خلال السنين.. فصارت مكونة من الكريستال تضيئها أكثر من تسعة آلاف (لمبة) يشكلون أكثر من ستة عشرة مليون لونا وحضر الاحتفال حوالي المليون شخصا بينما شاهد الاحتفال على التلفاز أضعاف هذا الرقم. وتمضي سويعات الاحتفال ولحظاته تاركة كل منا مع أفكاره، أهدافه، أحلامه وآماله التي يطمح لتحقيقها في العام الجديد ومع عاداته التي لربما يمني نفسه بتغيرها في خلال العام الجديد. وخرجت كاميرات البرامج التلفزيونية إلى الطرقات متسائلة عن التغيرات التي يرغب الإنسان الأمريكي في مشاهدتها تسري في حياته خلال العام الجديد. شابة ذات ملامح صغيرة بسيطة أجابت ببسمة “أريد أن أواصل تعليمي وأتمنى أن أستطيع التخرج من الجامعة،” رجل أجاب وهو يحمل كوب القهوة ويتحرك على عجل “أتمنى أن أجد وقتا لأقضيه مع أسرتي،” أخرى كل ما تريده أن تستطيع التمتع بصحبة صديقاتها،وأخرى تتمنى السفر خارج الولايات المتحدة والتعرف على ثقافات مختلفة. رجل يرتدي جاكتة وقبعة متهالكة أجاب “أريد أوفر بعض من المال حتى يرتاح بالي ولا أقلق من ندرته ، وقال آخر بنبرة كانت أقرب إلى السخرية.. “أريد أن أصير مليونيرا!”وقام معهد دراسات الرأي ببحث عن الأشخاص الذين قاموا بوضع قائمة توقعات في ديسمبر 2006 وحاولوا مقارنة نتائجها في ديسمبر 2007 لمعرفة مدى تمسكهم بأهدافهم. ووجدت الدراسة أن بعد مضي العام، 50% من كل الأشخاص الذين وضعوا أهدافا لم ينجحوا في تحقيقها.. بينما قرر 75% منهم وضع ذات الأهداف في خطتهم لعام 2008 ونسبة الـ25% الباقية قررت ترك أهدافها التي وضعتها في ذات يوم خلف ظهرها وبدون العودة إليها مرة أخرى.يقول الطبيب النفسي جيفري غاردير “أنه من الضروري على كل شخص أن يضع أهدافا للعام الجديد، فها هو عام قديم مضي وآخر قادم، فأخرج ذلك الشخص الطيب الموهوب بداخلك.” تقول أرجي ايلين المعالجة الأسرية أننا عندما نضع أهدافا لتحقيقها فلا بد أن تكون موضوعية وداخل نطاق اهتمامنا لكي ننجح فيها. وأتفق الطبيب والمعالجة الأسرية أن يجب أن نفكر في التغير بصورة إيجابية بعيدة عن السلبية وأن ندرك أن كل قرار وهدف نضعه قد يؤثر على حياة أناس آخرين!
ويأتي العام الجديد وكلي أحلام بغد أفضل، آمال بأيام أجمل، وأمنيات بأن يحقق الله لكم جميعا ما أردتم!