لانك أبى .. لن تخنقنى العبرات… ابي العزيز لن يضيع عمرى و عمرك سدى !!! ابي العزيز .. اكتب اليك و انا تحت سقف دافئ يضمني.. و لانك أبى .. لن تخنقنى العبرات… أفكر اين انت .. ومتى أراك مجددا.. , وأين !! لماذا لم تضمنا مائدة رمضان بوجودك .. ابدا .. اين تراك انت. .. الان اكتب اليك بعد افطار رمضان و بعد اداء صلاة المغرب.. و أنا افكر.. كيف فطرت . الان احمل في يدي حفيدك الذي لم تراه بعد.. أخاله يفكر فيك ايضا.. ونتساءل ماذا تحمل بيديك الان.. كيف كان يومك.. و أعرف أنك لا تملك الا الانتظار.. و الأمل .. كما أنت دائما فى غد جديد.. يحملنا الى ما ناضلت وتناضل من اجله.. لنا جميعا.. و يا له من انتظار ..انتظار من لا ينتظر.. والدي.. كيف تراك استقبلت خبر المفاوضات التي قروا لها الاستمرار ناسين او متناسين انك و في هذا الشهر الكريم..شهر التوبة والغفران.. مقيد و معزول في سجن لا يرحم .. و سجان لا يعرف غير القيد و الاغلال. عندما سمعت هذا الخبر ابي انسالت من مقلتي دمعتان.. و انفجرت في قلبي الاحزان.. كانني المح جهد السنين و الايام يتلاشيان و أتساءل.. اين القادة.. اين الشجعان..يا سبحان الله.. كان البعض فقاعات من صابون.. أبي العزيز.. الناس قد يختلفون معك او يتفقون.. فهنالك المشجعون لك و المعترضون.. و المنافقون.. فالرجال معادن.. و الرجال مواقف لكن احدا لم يسقط حقيقة انك واحد من اشجع المناضلين .. و انقاهم سيرة.. و الدليل انهم الليلة مع معتقليك و سجانيك مجتمعون.. و المائدة المتخمة ممتدة .. و الضحك المتبادل .. و الثروة و السلطة … اجندة حلف ..مقترح.. و يحترق السودان.. مرة و أثنان ..لا يهم .. السلطة و الثروة .. تصلح فى كل زمان.. ابي العزيز: و برغم كل هذا.. لا يتوقف الناس عنك سائلين.. منهم من يعرفك و منهم علي هم الوطن بنا مجتمعين.. مبديين مواقفهم المخلصة و معنا متضامنيين.. و انا نيابة عنك و عن كل اسرتنا اقول لهم جزاكم الله خيرا .. فهذا هو السودان الذى يحترق من اجله أبى.. فيا والدي العزيز..لم يضيع عمرك سدا.. فغدا تشرق الشمس لنا.. و غدا يضاء لنا الطريق.. و يبقي الحق دوما هو الاقوي. دمت لي ابا حنونا.. و دمت لي ناصحا و مرشدا.. و دامت لي رؤيتك الغالية. مع كل حبي…و اشواقى .. و بإذن الله نلتقى.. و حسبى الله ..
ابنتك غادة عبد العزيز خالد ..