يعاني المواطن الأميركي و«يشيل الهم» في كل مرة يظهر مؤشر العربة نقصاً في البنزين. هذا معناه أنه مطالب بمزيد من السائل الأسود قبل أن يلمس المؤشر ذلك الخط الأحمر، فجالون البنزين وصل لمعدل عالٍ هذه الأيام، لدرجة أثرت بصورة مباشرة على «جزلان» المواطن الأميركي. فالولايات المتحدة تستخدم «21» مليون برميل من البترول، وهو ما يعادل ربع استهلاك العالم يوميا. وتصب تكاليف شراء البنزين في خزانة الدول المصدرة للبترول، مثل المملكة العربية السعودية وإيران. وهي دول يصورها الإعلام الأميركي باعتبارها مصدر تهديد لأميركا، خاصة أن عدداً لا بأس به من منفذي عملية الحادي عشر من سبتمبر حاملين للجنسية السعودية. وبدأ الكُتاب، مثل «توماس فريدمان» صاحب العمود الراتب بالنيويورك تايمس، يكتب أن كل أميركي يقوم بشراء السيارات الكبيرة ويستهلك الكثير من البنزين، فهو في الحقيقة إنما يقوم بمساعدة أعداء بلاده ويدعم الإسلام والمنظمات الإرهابية.وقالت «كارين ويل» المسؤولة في معهد الدراسات الطبيعية، إن من واجب الحكومة الأميركية التحرك لسن قوانين تجبر شركات السيارات على تقليل البنزين الذي تستهلكه العربة. وذكرت أن ترشيد الوقود واجب وطني لكل أميركي غيور. وازداد الحوار عن أهمية فطام أميركا من البنزين، حتى أن الرئيس جورج بوش في خطاب للشعب الأميركي، ذكر أن الولايات المتحدة معرضة لكثير من المخاطر بسبب استيراد البترول من مناطق «غير مستقرة» داخليا.وتمر الولايات المتحدة الأميركية في هذه الفترة بأكبر أزمة اقتصادية في تاريخها الحديث، فالشركات تتعرض للخسارة وتقلل من عدد موظفيها الذين يتحولون الى عالة على ضمان الحكومة الاجتماعي. ويمتنع المستهلك بالتالي عن الإنفاق على المشتريات المختلفة، وتخسر المحلات التجارية والمطاعم التي يقرر معظم الناس الابتعاد عنها، والاكتفاء بشراء احتياجاتهم الأساسية فقط. وتعمقت المشكلة لتمتد إلى قطاع المباني الجديدة التي باتت «راقدة» في السوق، لا تجد من يعيرها نظرة ناهيك عمن يشتريها، حتى أن أرقام المبيعات في خلال شهر أغسطس 2007م، وصلت الى أقل مستوياتها منذ عقد كامل. أما المنازل «المبنية» الجاهزة، فالعرض في السوق يفوق الطلب بسبعة أشهر عجاف، أي لو بدأت المنازل المعروضة تباع اليوم بذات المعدل، فستأخذ سبعة أشهر كاملة لكي تباع كلها. وستضطر البنوك بالتالي إلى انتزاع المنازل من أصحابها لديونها عليهم، متى ما لم يسددوا الأقساط، مما سيؤثر بصورة حادة على المستقبل الاقتصادي الأميركي. فحتى الرئيس تدخل ليجبر البنوك على تجميد الأرباح لمدة خمس سنوات، في محاولة لتلافي «البلا» قبل وقوعه.وأثرت المشاكل الاقتصادية المتعددة في سوق البورصة الأميركية وعلى الدولار في السوق العالمية. وبذلك وجدت الدول الأجنبية فرصة عظيمة لدخول سوق الولايات المتحدة، منتهزة فرصة ضعفه التاريخي. فقامت الأمارات العربية المتحدة بشراء «800» شركة أميركية كانت معرضة للإفلاس، علاوة على قطع أراضٍ ومنافع كثيرة. وفرح سوق البورصة بهذا الخبر، وشهد انتعاشا في ذلك اليوم، فكل بليون دولار تعادل عشرة آلاف وظيفة أميركية. وبعد أن عملت الأمارات على تنمية بلادها، بدأت تخط أرجلها في أوكار لم تستطع دولة عربية قبلها أن تطأها، وهذا حري بتغيير موازين القوى في العالم.دحين يا جماعة الخير، مش كانوا قالوا إنو عندنا بترول؟!