فتاة في الحادية عشرة من عمرها بدايات المرحلة المتوسطة و مدرسة الأميرية بحري ذات صباح،، بعض من فتور يسري باعضائي و ( يهد ) جسدي أشعر ببعض من برد،، أود أن أحس بالدفء أمي، تمد يدها و تتحسس جبيني يآآآآآآآه، حرارتك بها إرتفاع مشاعرها متضاربة، ما بين إبنة مريضة وما بين واجبات عمل لا بد من تلبيتها وخصوصا وأن المستقبل مجهول فذلك الزوج، أحيل للمعاش حديثا وصارت هي مصدر الدخل،، قبلة متروية على جبيني و وداع مضطرب أبي يقنعها بالذهاب إلى عملها ( أمشي ما بتجيها حاجة )لا تزال واقفة، محتارة قال لها ( حأوديها الدكتور و حأغيبها من المدرسة الليلة ) و قد كان. رحلة مع أبي إلى عيادة الطبيب لا شيئ حاد أو قاس،، أدوية هنا ومسكنات هناك في طريقنا إلى المنزل وقفة معتادة بجانب ( كشك ) المجلات والجرائد إلتقطنا تلك المجلات المألوفة و المنتظمة كل إسبوع ميكي.. ماجد.. كابتن ميكي.. سمير… والصبيان وأخذت كتاب ليوسف السباعي سألت والدي أن من هو إلتقط الكتاب من يدي،، دفع الحساب وإنسحبنا نحو العربة رقدة على فراشي بعد تناول حبات من الطعام وبعض قطرات من الماء لأبتلع بهم ( الحبوب ) وأنا أستعجل كل ذاك منتظرة إلتهام المجلات و الكتب ولأول مرة في حياتي أقرأ كتاب لمن صار أهم كاتب عندي يوسف السباعي وكان كتاب (إني راحلة) …
يقول السباعي في مقدمة أحدى قصصه
كنت أحب الديار، و ما بها، و ما حولها،
كانت رؤية الشجر الوارف من بعد تثير في نفسي الشوق وتبعث الحنين،
كنت أحب الدار حجرا حجرا، و شجرة شجرة
قصة أمنية ضائعة
كتاب مبكى العشاق